حازم نصر يكتب.. أحمد بيومي.. كما عرفته 

حازم نصر
حازم نصر

لم يختلف اثنان على نزاهته ولا نبل مقصده في كل المناصب القيادية  التي شغلها بجامعة المنصورة.
لم يتوقف عطاؤه بعد بلوغه السن القانونية وهو رئيسا للجامعة بل حرص على الاستمرار في أداء رسالته كأستاذ بأعرق كليات الجامعة وهي كلية الطب بالنوازي مع متابعة مرضاه وأبحاثه العلمية والمشاركة في أنشطة الجامعة كلما سنحت له الظروف بذلك.
 الدكتور أحمد بيومي شهاب الدين  رئيس جامعة المنصورة الأسبق.
نشأ في أسرة عريقة بمحافظة الدقهلية ..فوالده المرحوم الدكتور بيومي شهاب الدين أحد أعلام محافظة الدقهلية وأحد أطبائها الأوائل وشقيقه الدكتور محمد بيومي شهاب الدين أستاذ القلب الأشهر الذي يتسم بدماثة الخلق والحرص على رعاية  مرضاه مهما كانت الظروف .
رحلة تفوق الدكتور أحمد بيومي ليست خافية على أحد منذ ان كان عضوا  بفريق أوائل الطلبة بمدرسة المنصورة الثانوية أحد أعرق المدارس المصرية مع صديقيه الدكتور أحمد جمال الدين موسي الذي أصبح وزيرا للتعليم فيما بعد والدكتور عمرو سرحان الذي أصبح أحد أنجب عمداء طب المنصورة لاحقا .
ثم تفوق بيومي  بكلية الطب وهو ما أهله للالتحاق بقسم جراحة المسالك البولية أكثر الأقسام انضباطا بكليات الطب المصرية والذي أسسه عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم قبل أن يتحول القسم لاحقا إلى أفضل مركز طبي بالشرق الأوسط بل  وأحد أفضل مراكز العالم الطبية .
وعندما انتاب الهلع الجميع بعدما بلغ  المؤسس العظيم الدكتور غنيم السن القانونية اختار أحد أنجب تلاميذه وأكثرهم صرامة وانضباطا ليخلفه في إدارة المركز وهو الدكتور أحمد بيومي .
ولم  يخذل التلميذ أستاذه الكبير وكان عند حسن ظنه ولم يستنكف  الذهاب إليه  لمشورته كلما حزبه أمر فكان أن نجح في إدارة المركز بحكمة  واقتدار وهو ما أهله للانتقال لمنصب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث  .
وعندما خلا منصب رئيس الجامعة ببلوغ الدكتور مجدي أبو ريان السن القانونية جاء اختياره رئيسا للجامعة  وظل بها حتى بلغ السن القانونية في أغسطس من عام 2011 .
لم ألتقي الدكتور أحمد بيومي لقاءا مطولا  منذ فترة ليست بالقصيرة  وربما كان السبب في ذلك  كورونا اللعينة والمشاغل التي لا تنتهي من كلانا  فكانت لقاءاتنا عابرة  خلال الأعوام الأخيرة حتي طلبت منه موعدا امتد لقرابة ال3 ساعات بمكتبه بمركز الكلي .
 قبل اللقاء كنت أعلم بحكم الصداقة التي امتدت لأكثر من عشرين عاما مدي قدرته على التنظيم والاحتفاظ  الدقيق بكل ماله قيمة .
ومن حسن الحظ أن اللقاء تزامن مع عودته من أحد الفعاليات الهامة بالجامعة وسعادته بالتميز الذي وصلت له جامعته  وهي تحتفل بيوبيلها الذهبي وحرص على أن يعبر لرئيسها الدكتور أشرف عبد الباسط عن اعتزازه بمنجزات الجامعة .
استرجعنا خلال اللقاء ذكرياته بكلية الطب والجامعة ووجدت أن الثراء الذي حفلت به فترة رئاسته للجامعة لا يمكن حصر وتناول ثمارها  في مقال .
لكن على الاجمال كان نموذجا لتغليب الصالح العام في كل قراراته  خاصة اختيار القيادات في كل مواقع الجامعة وفق ضوابط عامة ومجردة وشفافة راعي فيها صالح الجامعة دون أن يتأثر بهوى أو نزعة شخصية .
وظل هذا مصدر قوته الحقيقي طوال إدارته للجامعة والتي تعرض فيها لاختبارات كثيرة ومصاعب لا تنتهي واستطاع  تجاوزها جميعا  ونجح في الحفاظ علي أصول الجامعة  بل واسترد  الأصول المنهوبة .
أما انجازاته في جميع القطاعات سواء على مستوى البنية الأساسية للجامعة ومنشآتها أو على المستوى الأكاديمي والبحث العلمي أو على مستوى خدمة الجامعة فترصدها سجلات الجامعة .
حتى من اختلفوا مع أحمد بيومي شهاب الدين لم يستطع أحد منهم إلا أن يشهد له بالنزاهة .
وقد تحمل بعد أحداث 25 يناير مع معاونيه سواء نوابه  أو  عمداء الكليات ووكلائها وقياداتها الإدارية الكثير في تلك الفترة العصيبة التي حاول فيها البعض استثمارها متوهما بأنه من الممكن أن ينال مآرب شخصية في ظل اختلاط الأمور واندساس ذوي الهوى ..لكن بيومي  نجح مع معاونيه  في الحفاظ على مقدرات الجامعة دون أن ترهبهم أراجيف الباطل . 
انصرفت من لقائي مع الدكتور أحمد بيومي  اليوم  ولدي قناعة جازمة بأن وراء تميز الجامعة أجيال من الرجال بذلوا قصارى جهدهم من أجل رفعتها ..وآمل أن أتمكن من تسجيل سيرتهم العطرة جميعا .